6- صفحة (123) نقل عن صاحب الدرة الثمينة وهو القشاش السابق ذكره جمجمة وغمغمة أشبه بكلام الباطنية فيها غلو في المدينة النبوية .
منها:
"اعلم أن مراتب الداخلين من الزائرين بعد الاستقرار والتكرار السلام عليه عند تخالف الأطوار وتقسيم دخولهم بحسب أحوالهم وأصولهم وتجعل له ضابطاً من أسماء المدينة المشرفة كما أصل تسميتها بذلك؛ لأنها محل القرى لأهل المدن والقرى، بل ولأهل السماء كأهل الأرض فهي الدار الآخرة في الدنيا لمن نظر بها لغد إذا حصل السائرون فيها وانتهى السالكون إليها.. وجاء الحق وبرد اليقين وانقطع الشك ببرهان العين بالعين للشاهدين" إلى آخر ما لا نريد الإطالة به.
ثم أخذ في تفصيل ذلك فقال بعدها:
7- صفحة (124) بعنوان (درجات الزائرين وأحوالهم في تحقيق معنى الزيارة) .
قال : "تختلف أحوال الزائرين في استفادتهم من زيارتهم، واستمدادهم بواسطة نبيهم المصطفى وحبيبهم المجتبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بحسب استعدادهم في تلقي الفيوضات الإلهية والواردات الربانية بواسطة الحضرة المحمدية، ولكل منهم مقام وباب يدخل منه ويقف عنده يناسب حاله، وذلك يتناسب مع أسماء المدينة المنورة ''.
  1. طبقة العامة في يثرب

    ثم شرع في التفصيل فقال : (الطبقة الأولى في: يثرب) .
    "فناس من زائري النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى المدينة المشرفة المستغفرين الله لهم (الطبقة الأولى) من الزيارة وأحوال الزائرين ومنازلهم بالاسم الأول من أسمائها الذي هو (يثرب) وما والاه من الأسماء الإلهية والأسماء المحمدية، بما يمد ذلك بقدر أولئك فهذه درجة العامة".
    ثم قال صفحة (125) :
    "وفي هذا المنزل منازل لا تعد ولا تحصى بعدد الواصلين على الدوام إلى يوم القيامة، فلهم ذلك الاسم وما والاه وما يقابله من أسماء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومن الأسماء الإلهية أيضاً، فهذه منه، فينزلون منازل الاسم وما والاه، فتتلقاهم أملاكه وكراماته وجنوده الحسية والمعنوية".
  2. طبقة في دار الهجرة

    الطبقة الثانية في دار الهجرة :
    "وناس في الطبقة الثانية من طبقات الزيارة والزائرين له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المستغفرين الله.. ومقامهم من أسماء المدينة المشرفة أرض الهجرة وبقية الأسماء المدنية ممدة لهم فيه كالأولين والآخرين على ذلك".
    قال في (صفحة 126) :
    "ولهم من الأسماء المحمدية وما إلى ذلك كالماحي والرحيم ومن الأسماء الإلهية كذلك.
    ولا يخفى عليك أيها المستبصر كالاسم المنان والكريم والوهاب في الحضرتين أيضاً؛ لأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خلقه القرآن كما قالت أم المؤمنين رضي الله عنها. فالأسماء الإلهية له أيضاً أسماء سار في جميع الحضرات وهو الغالب، وبعضها يخص بعض الحضرات بوجه ما، وذلك قليل لحكم الكل في الكل، وإنما بسبب طرف ما من الغالبية والمغلوبية يتقدم الأسماء بعضها بعضاً، وتترتب كذلك على بعضها بعضاً، فاذكر ذلك في جميع الباقي" اهـ .
    أي أن حضرة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لها ما لحضرة الله تعالى من الأسماء وتشترك الحضرتان في الأكثر، وقليل ما تختص إحداهما باسم دون الأخرى لحكم الكل في الكل.
    وهذا ما تورعت عن القول به كثير من طوائف النصارى المشركة - نعوذ بالله من الضلالة - فلا أكفر من هؤلاء إلا من قال إن اللاهوت والناسوت جوهر واحد.
    وهؤلاء جعلوهما جوهرين أو حضرتين لكن الأسماء في الغالب مشتركة!! فالخصائص إذن مشتركة، تعالى الله عما يصفون .
  3. طبقة في دار الإيمان

    ثم قال في (صفحة 127) : "الطبقة الثالثة في دار الإيمان: وناس في الطبقة الثالثة من طبقات الزيارة للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وطبقات الزائرين المستغفرين لهم من الله رحمة وتوبة من حضرة اسمها الإيمان. ولهم من الأسماء المحمدية البر والباطن والبرهان والبينة وتمدها جميع الأسماء، ولهم من الأسماء الإلهية: النور الهادي الحميد المقيت وما والاها وتمدها جميع الأسماء". "ومن الزوار من يدخل من باب دار الأخيار ومنهم من يدخل من باب دار الأبرار، ومنهم من يدخل من باب دار الفتح، ومنهم من يدخل من باب ذات الحجر". أقول: وهؤلاء لم يجعل لهم طبقة منفردة، ولم يلحقهم بما ذكر من الطبقات، فلا ندري أين يذهبون!
  4. طبقات المفتقرين إلى الله

    ثم قال صفحة (127) نفسها :
    "ومن طبقات الزائرين: طبقة المفتقرين إلى الله في جميع الحالات، الواقفين على باب رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالذل والافتقار في جميع الفقرات، الذين لا يأوون إلى أنفسهم في حالة من الحالات، ولا حياة لهم إلا سيد السادات تدرعاً به عنهم، وهؤلاء لهم من الله رحمة وتوبة وفيض من باب اسمه الدرع مستمد من اسم المدينة المنورة (الدرع) ".
    قال: "ثم تتفرع تلك الطبقات بحسب الأبواب العلية المستمدة من الأسماء المدنية إلى ما شاء الله من المداخل والمراتب: فمنهم جماعة في باب سيدة البلدان، ومنهم جماعة في باب الشافية، ومنهم في باب طابة، ومنهم في باب طيبة " . اهـ
    وهكذا تحت هذا الثالوث الصوفي (الله، الرسول، المدينة) تندرج هذه الفلسفة الباطنية التي تسرح فيها أوهام الخرافيين كما تشاء، ويكفيك من شرٍ سماعه .